أخبار عاجلة
الرئيسية / كتاب الراي / التضامن الحقيقي

التضامن الحقيقي

Spread the love

*التضامن الحقيقي*
يكتبها عضو تحرير جريدة صوت الاطلس.”الدكتور رزوقي محمد

,E

وأنا اتابع نشرات الأخبار ، أو اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرتني مشاهد قوافل التضامن وهي تتجه صوب الجنوب بذكرى المسيرة الخضراء. فكم هو شبيه اليوم بالأمس. خرج الشعب المغربي كاملا من الشمال إلى الجنوب ومن أقصاه إلى أدناه، عن بكرة أبيه ليقول للعالم اننا إخوة متضامنون من مازغ ويعرب. اتجهوا صوب معقل أكبر إمبراطورية في تاريخ المغرب الوسيط، الموحدين وقبلهم المرابطين، هاتان الدولتان التي شهدت جبال الأطلس شموخهما، ها هو الزلزال الأكثر قوة يذكرنا بشهامتهما. لتتعرف الناس من خلاله على مسجد تنمل، وتلاث نيعقوب، أغبار، تيكوكا…
هذا التسابق لفعل الخير من خلال التضامن ومشاركة الأهل والأحبة محنهم الذي برهن عنه الشعب المغربي قاطبة قد تنبه له العاهل المغربي الراحل المغفور له الحسن الثاني إذ قال في إحدى خطبه بالدارجة المغربية ما نصه: “يسبق المغرب شعب ٱخر من غير المغرب؟ لا أرضى لك هذا شعبي … لا أرضاه لأسباب متعددة… لأنني أنزلك في قلبي بعد الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله… أنزلك في نفسي قبل أبنائي وفلذات كبدي أنزلك مكانة وثنية، وأستغفر الله على هذه الكلمة… منزلة وثنية تجعلني لا أقنع لك بالقليل ولا أقنع لك أن يسبقك إلى المفاخر أحد غيرك من الشعوب أو من الأمم”. فالمغربي الحر لا يرضى بغير المزية، ودائما يكون سباقا لفعل الخيرات. وهذه الخصال الحميدة قد ورثها الأبناء عن الٱباء والأجداد، ولنا في صورة الشيخ التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل على دراجته ما تبقى لديه من الدقيق من مطبخه ليسلمه للشباب المتطوع لجمع التبرعات، دون صور، ودون سيلفيات،و دون أن ينتظر شكرا من أحد، قدم كيس الدقيق للشباب وانصرف في صمت. لم يبال إن تبقى في المخزن ما تعد به زوجته خبز الغد أم لا. ولم يراع إن كان لديه من المال ما يشتري به كيسا ٱخر، كان همه الوحيد أن يشارك بقية أخوته محنتهم في هذا الظرف العصيب. وقد ذكرني موقف الرجل بعادة كان يداوم عليها والدي رحمة الله عليه كلما وقع مكروه لأسرة من القرية، حيث يعمد إلى حمل ما تيسر من السكر والزيت إلى بيت الجيران لمواساتهم، في انتظار أن تلتحق به والدتي محملة بالرغيف وإن كانت عادة ما تصل متأخرة. هذا الرجل في حقيقة الأمر ليس إلا صورة لكل مغربي على حقيقته. فهو يستحق منا أن ننحني له تقديرا لنبل أخلاقه، وبساطة حاله.
وقد أبلى شبابنا الحامل لمشعل تسلموه من الآباء؛ وقوده الوفاء للمبادئ والقيم، بأن سخروا الرقمية لخدمة قضايا الأمة والوطن؛ فبرهنوا بذلك أنهم جديرون بالثقة وأهل لها، مفندين بذلك ادعاءات من يعتقد أنهم يضيعون أوقاتهم خلف الشاشات.
ولنا في تبرع عاهل البلاد بدمه الشريف لفائدة ضحايا المنطقة عبرة ومفخرة. هذه المواقف البطولية، وهذا الإلتحام القوي بين القمة والقاعدة يذكرنا وينبه غيرنا أننا شعب عظيم وأن سر عظمتنا في تضامننا وتعاوننا. شكرا أيها الشعب العظيم لأنك لقنت العالم درسا في التضامن والوحدة، في العطاء دون انتظار مقابل. شكرا لك أيها الشعب العظيم لأنك جعلتنا نفتخر بمغربيتنا.

عن admin

شاهد أيضاً

افتتاح الموسم السنوي لجماعة سيدي عيسى بن علي بإقليم الفقيه بن صالح لفن التبوريدة في دورته71

Spread the loveافتتاح الموسم السنوي لجماعة سيدي عيسى بن علي بإقليم الفقيه بن صالح لفن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *