*المغرب ومجموعة بريكس BRICS*
admin
أغسطس 22, 2023
كتاب الراي
621 زيارة
*المغرب ومجموعة بريكس BRICS*
يكتبها الدكتور محمد رزوقي لجريدة صوت الاطلس
سنحاول في هذه المقالة ان نعرف بمنظمة “بريكس”، ونبين ظروف نشاتها، وأهدافها، ونبين صوابية موقف الدولة المغربية عدم حضور اشغال اجتماعها بجنوب افريقيا.
*اصل التسمية*
مجموعة “بريكس” (BRICS) تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر من عام 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
يضم هذا التكتل خمس دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وكلمة (BRICS) هي اختصار مكون من الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.
وكان هذا التكتل في بدايته يضم اربع دول فقط هي البرازيل وروسيا والهند والصين، التي اجتمع وزراء خارجيتها لاول مرة لإعلان بداية التعاون المشترك بين دولهم فأسسوا مجموعة تسمى بادئ الأمر “بريك” (BRIC).
وفي عام 2011 انضمت جمهورية جنوب أفريقيا رسميا إلى هذا التكتل الرباعي، في القمة الثالثة المنعقدة بسانيا بجمهورية الصين ومن تم غيّرت المجموعة اسمها إلى “بريكس” BRICS بدلا من “بريك” BRIC.
وبفضل نسب النمو المرتفعة التي تحققها إقتصادات هذه الدول أصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، مما جعل العديد من الدول ترغب في الانضمام إلى هذا التكتل. فانضمت إليها كل من تايلند والمكسيك ومصر وغينيا وطاجيكستان بصفة مراقب في الرابع من سبتمبر 2017 أثناء القمة السنوية للمجموعة المنعقدة في شيامن بالصين،.
وانضمت إليها مؤخرا كل من أوروغواي وبنغلاديش ومصر بصفتها أعضاء جددا.
وأكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أن أثناء عشر دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، من بينها السعودية والإمارات والجزائر وإيران والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا وغيرها.
*الأهداف*
يتوقع مؤسسو المجموعة أن تهيمن اقتصادات هذه الدول مجتمعة على الاقتصاد العالمي بحلول العام 2050. وذلك نظرا لكون مساحة مجموع دول مجموعة بريكس تشكل نحو 40% من مساحة العالم، ويقطن بها أكثر من 40% من ساكنة العالم، وبهذه المؤهلات فهي تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة “مجموعة السبع” (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.
ويعزز هذا الرأي ما نشرته مجموعة بريكس من أرقام تكشف عن تفوقها لأول مرة على دول مجموعة السبع G7، فقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى 31.5%، بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.
وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا بحلول عام 2050.
ومن بين أهداف المجموعة أن تعاون الدول ذات السيادة من أجل تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم.
ولتحيق اهدافها أسست في عام 2014 “بنك التنمية الجديد”New Development Bank (NDB)، برأس مال ابتدائي يقدر ب50 مليار دولار مع إمكانية رفعه إلى 100 مليار دولار في غضون عامين، كما أنشأوا صندوقا احتياطيا للطوارئ (Contingent Reserve Arrangement) وهو المعروف اختصارا ب(CRA) خُصص له مبلغ 100 مليار دولار تحسبا لكل طارئ.
ووعيا من المجموعة ببروز نظام عالمي جديد بعد الحرب الأوكرانية الروسية قوامه الدخول في تكتلات جيوسياسية واقتصادية جديدة، وضعت المجموعة خطة “بريكس بلس” في ظل بحث روسيا عن شركاء داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية.
ومن هذا المنطلق بدأت مجموعة دول بريكس تخطط لإصدار عملة موحدة للتداول فيما بينها للحد من هيمنة الدولار الامريكي على للتجارة الدولية وإنهاء تحكمه في الاقتصاد العالمي.
*موقف صائب للمغرب*
نفت وزارة الخارجية المغربية ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث افادت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب لم يتقدم بأي طلب رسمي للانضمام إلى مجموعة دول “بريكس”، ولن يحضر قمة المجموعة في جنوب أفريقيا.
ويأتي هذا النفي المغربي بعد ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن ترشيح المملكة للانضمام إلى “بريكس” وإمكانية مشاركتها في الاجتماع المرتقب عقده في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبورغ. وبعد أن تفاعل المغرب إيجاباً مع الدعوة التي وجهتها له جمهورية جنوب افريقيا بصفة فردية للمشاركة في اجتماع، قرر أن لا يشارك في هذا الاجتماع على أي مستوى كان.
ويرجع سبب ذلك إلى عدة أسباب:
*أولها:* أن “جنوب أفريقيا أبدت دائماً عدوانية مطلقة تجاه الرباط، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية”. بل إنها ضاعفت، على الصعيد الداخلي وفي إطار الاتحاد الأفريقي، من سلوكياتها المعادية بشكل سافر للمصالح العليا للمغرب”.
*ثانيها:* لأن الأمر لا يتعلق بمبادرة من “بريكس” أو الاتحاد الأفريقي، وإنما هي مبادرة صادرة عن جنوب أفريقيا بصفتها الوطنية.
وما دام الاجتماع ينظم على قاعدة مبادرة أحادية الجانب للحكومة الجنوب أفريقية فإن المغرب قام بتقييم هذه المبادرة على ضوء علاقته الثنائية المتوترة مع هذا البلد.
*ثالثا:* التدبير اللاجدي والارتجالي والاعتباطي الذي يعرفه تنظيم هذا الاجتماع، من قبيل توجيه الدعوة لكيانات وهمية للحضور، وهذا يتنافى وميثاق تاسيس المجموعة، إضافة إلى ما شاب دعوة المغرب من خروقات بروتوكولية متعمدة واستفزازية. إذ لا يحق لجنوب أفريقيا الحديث عن المغرب وعن علاقته بدول البريكس، دون استشارة مسبقة.
*رابعا*: ما كان للمغرب أن يكن العداء لدولة شقيقة وصديقة، اربطه بها علاقات صداقة عريقة تضرب بجدورها في اعماق التاريخ.
لهذه الأسباب الموضوعية مجتمعة قرر المغرب عدم المشاركة وعدم الحضور في هذا الاجتماع. بالرغم من أن “المغرب يقيم علاقات ثنائية مهمة وواعدة مع الأعضاء الأربعة الآخرين للمجموعة، بل تربطه بثلاثة منها اتفاقيات شراكة استراتيجية”. وهذا الموقف الواضح هو ما تفهمته بقية الدول الأعضاء وتلقنه بالقبول الحسن.