أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار جهوية / رمزية الماء عندابا عباس مول القلة أو عندما يتوحد الرمزية الطبيعية بتواجده بفضاءات التبوريدة

رمزية الماء عندابا عباس مول القلة أو عندما يتوحد الرمزية الطبيعية بتواجده بفضاءات التبوريدة

Spread the love

رمزية الماء عند أبا عباس مول القلة او عندما تتوحد الرمزية الطبيعية بتواجده بفضاءات التبوريدة.

عبدالمالك خيري/جريدة صوت الأطلس.

يعرف عند الجميع باعباس مول القلة،رجل اختار لنفسه أن ينخرط في كل المواسم و المهرجانات، ليؤثث فضاءات الفروسية كحكم رمزي يقوم بكسر قلته الطينية بعدما يفرغ ماءها على رأسه ابتهاجا بنجاح الطلقة الموحدة التي تحرك المتفرجين.

أبا عباس هكذا يسميه محبوه، رجل علت وجهه تجاعيد الزمن ، أضحى معها مشهورا كأحد الذين ملأوا دنيا الخيل و التبوريدة و شغلوا الناس،رجل بسيط و مركب، سهل و ممتنع ، فريد و متعدد،في العلاقات و في الحديث،وفي الاهتمامات،وفي القدرة على تدبير الثابت و المتحول في حياته البسيطة التي جعلت منه أبا للجميع.

ابا عباس أضحى مطلوبا في كل مدن و قرى الوطن،يجود عليه الناس بأريحية كبيرة، لأنه ألزم نفسه بمسؤولية هذا الفرح الجماعي،الذي ينسي الناس بعضا من همومهم اليومية،كامتداد لالتزام مهني و ثقافي و انساني، ايضا يمازح من خلاله الجميع من الكبار و الصغار ، هم يركنون إليه في كل المواسم و المهرجانات، ليحددوا على ضوء قلته الطينية التي يقوم بضربها أرضا ، جمالية اللحظة و كيف و ان انفجار البارود ليس للإرهاب او القتل و انما هو للمتعة و للحياة و للإبداع و ليس لشيء اخر.

ابا عباس شخصية من لحم و من دم ، يتنفس هواء الوطن و بساطة الحياة ، اختار ان ينتعش بأجواء سهل تادلة بموسم اسماعيل، قبل ان يلتحق زوالا بساحات الفروسية من أجل طقوسه التي ينتعش فيها بماء قلته الطينية ، فرمزية الماء كإحالة على الحياة،رسالة الى الجميع في زمن شحت فيه الامطار و كثر فيه التبذير ، من اجل تعاقد متين بين ابناء هذا الوطن حفاظا عليه و حماية له ، كما في قصة نرسيس الاسطورية أي ذلك الذي أحب صورته في الماء.

لو قدر لي ان اختار شخصية السنة،لاخترت أبا عباس ، لأني ارى في ملامحه جزء من ذاكرة تضيع كل يوم ، لان مثل هذه النماذج التي تمنحنا مسحتها الانسانية، اصبحت في اندثار كبير في زمن الحقد و الكراهية و الحسد و حكايات القتل التي نسمعها يوميا و لأتفه الاسباب، حيث التغول البشري الذي يجعلنا نهرب الى مهرجانات التبوريدة بين القينة والأخرى،بحثا عن ذاكرة من الزمن الجميل انمحت و بدون سابق اشعار مرت لكنها لن تعود ابدا.

عن admin

شاهد أيضاً

حوار مع الفنان الفكاهي قربال بموسم الشرفة اولاد اعزوز اقليم خريبكة

Spread the loveجريدة صوت الاطلس” تحاور الفنان الفكاهي محمد قربال بموسم الشرفة اولاد اعزوز اقليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *