أخبار عاجلة
الرئيسية / كتاب الراي / التأهيل الحضري لبني ملال

التأهيل الحضري لبني ملال

Spread the love

التأهيل الحضري لبني ملال .. الحلم الذي لم يتحقق بعد … ؟؟
▪ مستشارون بالجماعة يجهلون مشاريع التأهيل الحضري السابقة وماذا تحقق منها .. ؟؟
محمد الحطاب/ جريدة صوت الاطلس
.
صادق المجلس الجماعي لبني ملال برئاسة أحمد بدرة مؤخرا على برنامج عمل الجماعة للولاية الحالية 2027-2022. ويعتبر هذا البرنامج خارطة الطريق للمجلس الجماعي لتنمية الجماعة، وإخراجها من براثين التخلف والهشاشة.
المجلس الجماعي ناقش هذا البرنامج دون أن يسأل أي مستشار جماعي، لا عن مآل برنامج عمل المجلس للولاية السابقة، ولا عن برامج التأهيل الحضري السابقة، وماذا تحقق، وماذا لم يتحقق منها، علما ان بعض المستشارين، إن لم تكن أغلبيتهم يجهلون كل شيء عن تأهيل بني ملال، وأكيد لم يطرحوا أي سؤال يتعلق بهذه البرامج، وما هي الأسباب التي كانت وراء تعثر المشاريع المهيكلة، التي جاءت بها برامج التأهيل، والتي مع الأسف تم إدخالها في برنامج العمل الجديد، الذي صادقوا عليه، ليتم تبذير المال العام مرة أخرى في نفس المشاريع، ولتعود الأمور ” إلى عادتها القديمة”، وتكون النتيجة هي هي،
صحيح أن الشباب الذين تم انتخابهم من طرف ساكنة الجماعة، ومنحوهم ثقتهم ليحققوا لهم التنمية المستدامة، التي انتظروها طويلا، لازالوا غير واعين مع الأسف بالمسؤولية الجسيمة والأمانة الكبيرة التي تحملوها، في انتخابات 8 شتنبر.
فجسامة الأمانة قال فيها سبحانه وتعالى ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”. فهل يمكن للإنسان أن يعي جيدا معاني هذه الآية ويصبح غير ظلوم وغير جهول، ليتحمل هذه الأمانة، ويعمل ما في وسعه للقيام بها والمحافظة عليها، ويتجنب الإساءة إلى جماعته، ويتعامل مع ساكنة بكل احترام ومسؤولية، لأن التواجد داخل مجلس الجماعة لن يطول كثيرا، والتاريخ لن يغفر للفاسدين والمفسدين.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع برنامج تأهيل بني ملال بدأ سنة 2011 ، وهم إعادة تأهيل المجال الحضري، من خلال تحقيق الإدماج الاجتماعي والعمراني للأحياء ناقصة التجهيز، ورد الاعتبار للمدينة العتيقة، وتعزيز هويتها الثقافية، وتقوية بنياتها التحتية والسوسيو- اقتصادية، تحقيق العيش الكريم للساكنة، وضمان الشغل لشباب الجماعة.
كان الغرض من برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني ملال، الذي أعطى تصوره والي جهة تادلة أزيلال انذاك، محمد دردوري سنة 2010، هو تأهيل عاصمة الجهة والإقليم، هو إلحاق مدينة بني ملال بركب المدن المتحضرة، خاصة أن جماعة بني ملال، تتوفر على كل المؤهلات والمقومات، التي تجعل منها عاصمة حقيقية بكل المواصفات والمقاييس الحضرية، إذا توفرت النوايا الحسنة، وانتخب السكان أناسا يجعلون مصلحة الجماعة هي العليا.
مشروع برنامج تأهيل مدينة بني ملال انطلق حقيقة سنة 2012 بتكلفة مالية أولى بلغت حوالي 44 مليار سنتم ، بشراكة مع مجلس الجهة والمجلس الاقليمي وعدة قطاعات حكومية أخرى، حيث يروم البرنامج تأهيل مداخل المدينة الثلاثة.، وحمايتها من الفيضانات، وتهيئة المدار السياحي لعين أسردون، وتطوير النسق الجمالي والعمراني، والمحافظة على البيئة، وكهربة وتهيئة وتوسعة عدد من الشوارع، ورد الاعتبار للمدينة العتيقة وتهيئتها، وإنجاز مشاريع اقتصادية واجتماعية أخرى، وبناء مقر جديد للجماعة، ومجزرة عصرية متطورة .. حتى تصبح مدينة بني ملال عاصمة متحضرة، من ضمن المدن المغربية المتقدمة.
ومنذ بداية برنامج التأهيل الحضري إلى اليوم، تعاقب على ولاية جهة بني ملال خنيفرة خمسة ولاة، وهم محمد دردوري (ولايتين)، ومحمد فنيد، وعبد السلام بكرات، و خطيب الهبيل، وكذلك ثلاث مجالس منتخبة، لكن هذا التأهيل الحضري، لم تكتب له النهاية مع الأسف، وظلت العديد من المشاريع تتأرجح بين التوقف والإيقاف، و بين تخلي المقاولات عن إنهاء المشاريع وإتمام أشغالها لعدم التزام المجالس المنتخبة بتأدية مستحقات هذه المقاولات، أو بسبب تماطل الجماعة في الأداء.
ويشكل برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني ملال ، الذي اطلع عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الميمونة لبني ملال سنة 2014، لبنة جديدة على درب تعزيز جاذبية مدينة بني ملال، ودعم الدينامية السوسيو- اقتصادية بها، حيث أعطى جلالته تعليماته بتخصيص حوالي 1 مليار سنتم لدعم التأهيل الحضري للمدينة. هذه الالتفاتة الملكية زرعت نوعا من الفرحة في قلوب ساكنة الجماعة، التي تنتظر نجاح التأهيل الحضري.
ويعكس التتبع الميداني لجلالة الملك لسير تنفيذ برنامج التأهيل الحضري لبني ملال حرص جلالته الدائم على تمكين مدن وحواضر المملكة من بنية تحتية متينة، ومشهد حضري متناغم وجذاب، إلى جانب تزويدها بمختلف المرافق الحيوية الكفيلة بمواكبة الطفرة الاقتصادية والاجتماعية النوعية التي تعرفها مدن المملكة، التي ستساهم في تحسين إطار عيش الساكنة، ومصاحبة النمو الديمغرافي والحضري لبني ملال.
ويتوخى هذا البرنامج التأهيلي ترقية النسيج الحضري للمدينة، وتطوير وتعزيز بنياتها التحتية الاساسية، وإحداث مختلف التجهيزات الجماعية على كافة المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية، بغية تقوية التنمية الحضرية المحلية.
ويجسد هذا البرنامج الطموح، انخراط مختلف الشركاء الاساسيين ، من سلطات عمومية وهيئات منتخبة ومصالح خارجية، في إعطاء دفعة قوية لمسلسل التنمية الشاملة لمدينةبني ملال .
فهل المجلس الجماعي لبني ملال استجاب لتعليمات عاهل البلاد، ويعمل جاهدا في إخراج المدينة فعلا من طابعها القروي، أم أن هذا التأهيل، الذي مر من ثلاثة أشطر، ومرت عليه إلى حد اليوم أزيد من 10 سنوات، لازال يتخبط في مشاكل لا حصر لها، جراء ضعف التجربة السياسية لذا المجالس المتعاقبة، بالإضافة إلى الوضعية المالية الخانقة التي تعيشها جماعة بني ملال منذ عقود، والتي لم يستطع المجلس الجماعي حسن التدبير للخروج منها..

وفي غياب منتخبين ومسؤولين قادرين على إنجاح التأهيل الحضري، وتنفيذ برنامج عمل الجماعة بالشكل المطلوب على أرض الواقع، ستبقى بني ملال تندب حظها وتبكي ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وتتأسف على ساكنتها، التي تنتخب دوما ناخبين لا يدافعون عنهم وعن جماعتهم، بل ناخبين الذين يبتزونها ويسرقونها ، ويعرقلون مسيرتها التنموية.

.

.

عن admin

شاهد أيضاً

اللهم هذا منكر داخل عالم المنكر .

Spread the loveالامين العام الشبكة الوطنية لحقوق الانسان السيد حسن انوار . (أسلوب شبه دارجي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *