خذ العبرة واترك الباقي.
يكتبها لجريدة صوت الاطلس / الدكتور رزوقي محمد.
بائعة الخبز والأحدب.
يحكى أن امرأة كانت تصنع الخبز للبيع كل يوم، وكانت تعد رغيف خبز إضافي وتضعه على شرفة الباب ليأخذه المارة
الجائعون.
وكل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف. وبدلا من الدعاء لأهل البيت وإظهار امتنانه
لهم، كان يجمجم قائلا:
“الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود إليك”.
شعرت المرأة بالضيق
لسلوك الرجل، وتساءلت قائلة:
كل يوم يردد هذا الفقير جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟!
قررت المرأة أن تتخلص من هذا الرجل
فأضافت بعض السمّ لرغيف الخبز الذي صنعته وكانت على وشك وضعه
على الباب، ولكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة عن وضعه في المكان المعهود ليلتقطه بعض المارة. فصنعت رغيف خبز آخر ووضعته على شرفة الباب. وكالعادة جاء الأحدب الفقير
واخذ الرغيف ودمدم جملته. وكان للمرأة ولد غائب، انقطعت أخباره.
وكانت تدعو له دائما بالعودة سالما غانما معافى.
وفي مساء ذلك اليوم الذي تخلصت فيه
من رغيف الخبز المسموم طُرق باب بيتها. ولما فتحته أطل ابنها الغائب،
كان مرهقا، رث الثياب. وبمجرد رؤيته لأمه قال لها: “إنها لمعجزة ان أبقى حيا، لقد كدت أموت، لولا مساعدة رجل أحدب إياي، فقد أطعمني رغيف خبز،
وقال لي: “إنه قوتي اليومي، واليوم سأتصدق به عليك لأن حاجتك إليه اكبر
بكثير من حاجتي إليه”، إنه رجل طيب للغاية.
بمجرد. سماع الأم هذا الكلام تذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته،
وتناسلت الأسئلة إلى رأسها، ماذا سيحدث لو لم تقم بالتخلص منه؟ ما ذا سيكون مصير ابنها؟
لحظتها أدركت معنى كلام كان والدي رحمة الله عليه يردده على مسامعي ‘وان اغزان يات تحفوىت اسوسعت اور ثg ثينس” ومفاده ان من حفر حفرة فليوسعها، ما يدري ان تكون له في نهاية المطاف. فاللهم ارحمه ووسع مدخله واجعل الجنة متواه.
