خذ العبرة واترك الباقي.
يكتبها الدكتور رزوقي محمد.
لجريدة صوت الاطلس
إدا غاب الرجال ضاعت النساء.
يحكى أن امرأةٌ قدمت إلى مكة بقصد الحج والعمرة.
وكانت ذات حسن وجمال، ويقال إنها من أجمل النساء.
ولما ذهبت لرمي الجمرات، لمحها الشاعر عمر بن أبي ربيعة، المعروف عنه أنه كان مغرما بالنساء، ويجيد التغزل بمفاتنهن. فكلًمها، وصار يمدحها فلم تجبه.
فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها.
فصاحت في وجهه:
“إليك عني فإني في حرم الله، ونحن في أيام عظيمة محرمة عند الله”.
فألح في الطلب، ولما خافت من افتضاح أمرها تركته ورجعت إلى خيمتها.
فقالت لأخ لها في الليلة الثالثة:
اتخرج معي؛ لتريَني مناسك الحج؟
فوافق ولبى طلبها.
فلما رآها عمر بن أبي ربيعة مع أخيها، تسمر في مكانه ولم يعترض سبيلها.
فأنشدت قائلة:
“تعدو الكلاب على من لا أسود له*
*وتتقي صولة المستأسد الضاري”.
ولما أخبر أبو جعفر المنصور بهذه القصة قال:
“وددت لو أنه لم يبق فتاة من بنات المسلمين إلا اقتدت بهذه السيدة العظيمة”.
ويحكى أيضا أنه كانت بإحدى القرى امرأة حكيمة، وقد رزقت بفتاة. وكلما أرادت الفتاة الخروج من البيت،
تقول لابنها: “اخرج مع أختك. فإن المرأة دون رجل يحميها ويوسع لها الطريق. كالشاة بين الذئاب يتجرأ عليها أضعفهم”.
وتذكرت قصة ترويها نساء القرية عن حاجة أرملة من الدوار تحرش بها مرافقها.
فتسائلت إذا تعرضت المرأة للتحرش وهي في بيت الله الحرام، وفي الأشهر الحرم،
فكيف يكون حالها بأسواقنا وشوارعنا وشواطئنا.
هذا الحادث ذكرني بلازمة كان والدي رحمة الله عليه يرددها كلما اجتذبنا أطراف الحديث عن النساء، إذ كان يقول لي بالأمازيغية: “أركاز وأن تاكورت” ومعناه “أن الرجل بمثابة الباب للبيت”. مرت الأيام والستون فأدركت حكمة الرجل ودهاءه. وأدركت سر إصراره على أن أرافق أخواتي لحضور بعض الحفلات والمناسبات التي تقام في القرية. فاللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جنانك، واستر ابناءنا وبناتنا، وابناء وبنات المسلمين. أمين.
شاهد أيضاً
قصة انتماء و ولاء لوطن
Spread the loveقصة انتماء و ولاء لوطن متعاون مع جريدة صوت الاطلس الاستاد الاعلامي / …