الوهم نصف الداء
جريدة صوت الاطلس/ الدكتور رزوقي محمد
يُحكى أن فلاحاً زار افلاطون في بيته، وصادف وقت مجيئه وقت غذاء المعلم الاول، فأصرَّ الفيلسوف على ضيفه أن يجلس معه الى مائدة الغذاء…
لبَّى الفلاحُ دعوة صاحب البيت، وعندما قدم له طبق الحساء بين يديه رأى فيه أفعى صغيرة، وحيث انه استحيى ان يحرج مضيفة أكل ما في الطبق رغم انه يكَرِه ذلك!
ولما عاد الفلاح إلى بيته، احس بوجع في بطنه ولم ينم تلك الليلة بسبب الوجع الذي يقطع احشاءه. وقال في نفسه: “هذا أثر سُّم الافعى التي تناولتها في بيت الحكيم”.
ولما طلع الصباح قصد بيت الفيلسوف عله يجد عنده دواء لالمه. فسأله الحكيم عن سبب دائه، فاخبره أنه تناول افعى صغيرة في الطبق الذي تناوله عنده. وكم كانت دهشته عظيمة عندما أخبره الفيلسوف أنه لم يكن في الطبق أي أفعى، وإنما هذا الذي رأه هو إنعكاس رسمة على السقف في الطبق، وإصطحبه إلى غرفة الطعام، وسكب له طبقاً وقال: أنظر جيداً أيوجد أفعى؟
فقال الفلاح: لا
عندها وضع الفيلسوف الطبق تحت الرسمة التي في السقف مباشرة، وإنعكست صورة الأفعى فيه، ثم قال: الأفعى توجد في عقلك فقط! ولما تيقن أن لا افعى في الطبق، وانه موهوم بتناول الافعى، زال ألم بطنه. هكذا حال الكثير من الأمراض التي يحس بها بنو جلدتنا.
وفي هذا الإطار يقول إبن سينا: ”الوهم نصف الداء، والإطمئنان نصف الدواء.”.
