اخبار وطنية

أزمور..مركز التخييم الحوزية دورة تكوينية جهوية تعزز الحكامة الجمعوية وترهل الفاعلين التربويين لخدمة الطفولة والشباب

أزمور..مركز التخييم الحوزية دورة تكوينية جهوية تعزز الحكامة الجمعوية وترهل الفاعلين التربويين لخدمة الطفولة والشباب

Spread the love

أزمور – مركز التخييم الحوزية:دورة تكوينية جهوية تعزز الحكامة الجمعوية وتؤهل الفاعلين التربويين لخدمة الطفولة والشباب

مراسلة لمتعاون مع جريدة صوت الاطلس

جاء تنظيم هذه الدورة التكوينية في الإدارة الجمعوية كتعبير عملي عن وعي جمعية الشعلة للتربية والثقافة بأهمية التكوين المستمر كرافعة أساسية لتجويد الممارسة الجمعوية وتعزيز الحكامة داخل التنظيمات التربوية. فقد احتضن مركز التخييم الحوزية بمدينة أزمور خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 28 دجنبر 2025 محطة تكوينية جهوية جمعت أطرا تربوية وشبابية من مختلف فروع جهة الدار البيضاء–سطات في سياق وطني يتسم بتزايد الحاجة إلى فاعلين مؤهلين قادرين على تدبير الشأن الجمعوي بكفاءة ومسؤولية. تميزت هذه المحطة بتنظيم محكم وإشراف ميداني جاد قاده المنسق الجهوي الصديق الراشدي الذي عمل على توفير شروط ملائمة للاشتغال سواء على مستوى البرمجة أو المواكبة أو التدبير اللوجستيكي ما أتاح للمشاركين الانخراط في مسار تكويني منتج ومثمر. وقد ساهم التنوع الجغرافي والتنظيمي للمشاركين في إغناء النقاشات وخلق فضاء تفاعلي حقيقي لتبادل التجارب وتقاسم الرؤى حول قضايا الإدارة والتنشيط والتأطير.

اعتمدت الدورة مقاربة تكاملية في بناء مضامينها حيث توزعت الورشات بين ما هو إداري وتربوي وتواصلي وتنشيطي بما يعكس شمولية الفعل الجمعوي وتعقد رهانات، فقد تناول الأستاذ سيف السلام أسس التكوين الإداري والتربوي باعتباره مدخلا لتحقيق التنمية المستدامة داخل الجمعيات مركزا على العلاقة الجدلية بين حسن التدبير وجودة الأثر. كما اشتغل الأستاذ حكيم السعودي على محور الأنشطة الكبرى داخل المخيمات ومؤسسات الشباب مقاربا الموضوع من زاوية تربوية ومنهجية ومبرزا أن الأنشطة الكبرى ليست مجرد أحداث ظرفية بل رسائل تربوية وثقافية تتطلب رؤية واضحة وتخطيطا دقيقا وتنزيلا منسجما مع القيم المؤطرة للعمل التربوي.وفي السياق ذاته فتح الأستاذ محمد بنهنديل نقاشا عميقا حول تقنيات التواصل ودينامية الجماعة باعتبارهما عنصرين حاسمين في نجاح أي مشروع جماعي بينما ركز الأستاذ سفيان حر الزكية على بيداغوجيا المشروع التربوي من مرحلة التخطيط والإعداد إلى التنفيذ والتقويم مؤكدا أن المشروع ليس وثيقة تقنية فحسب بل مسار تفكير جماعي يربط الرؤية بالأهداف والوسائل بالأثر.وقد أفرزت هذه الورشات نقاشا غنيا حول مفاهيم محورية من بينها التمييز بين الاجتماع كإطار تنظيمي داخلي والنشاط القار كفعل تربوي منتظم والأنشطة الإشعاعية كآلية لانفتاح الجمعية على محيطها المجتمعي، كما تم التوقف عند أدوار مؤسسات دور الشباب باعتبارها فضاءات للتنشئة الاجتماعية وبناء الشخصية وصقل المواهب مع تحليل أنواع المهرجانات والأنشطة الكبرى وأهدافها والفئات المستهدفة والفضاءات التي تحتضنها.

شكل الجانب التطبيقي إحدى أقوى لحظات الدورة حيث انخرط المشاركون في إعداد بطاقات تقنية لمشاريع تنشيطية بيداغوجية أبانوا خلالها عن قدرة لافتة على التخطيط والتصور الإبداعي وربط الأهداف التربوية بالأنشطة والوسائل في انسجام مع المقاربات التربوية الحديثة القائمة على المشاركة والتعلم بالخبرة والعمل الجماعي. وقد عكست هذه المخرجات حجم التفاعل الجاد ومستوى الاستيعاب الذي حققته الفئة المستفيدة.ورغم الأمطار الغزيرة وبرودة الطقس فقد سجلت فروع الجهة حضورا مكثفا وانضباطا لافتا في دلالة واضحة على قوة الدافعية للتكوين والإيمان بأهميته في تطوير الأداء الجمعوي. واختتمت هذه المحطة بقراءة مقررات الورشات وتوضيح خلاصاتها ثم بصورة جماعية جسدت روح العمل المشترك والتشاركية التي طبعت مجمل أشغال الدورة.

هكذا لم تكن هذه الدورة مجرد نشاط تكويني عابر بل شكلت محطة نوعية في مسار تأهيل الأطر التربوية والشبابية أكدت أن الرهان الحقيقي على تطوير العمل الجمعوي يمر حتما عبر التكوين الجاد وبناء الرؤية وربط الممارسة اليومية بالقيم التربوية وخدمة قضايا الطفولة والشباب وبناء الإنسان.

تؤكد هذه التجربة التكوينية أن العمل الجمعوي الجاد لا يبنى بالارتجال ولا يختزل في أنشطة موسمية بل يتأسس على وعي عميق بالرسالة واستثمار مستمر في الإنسان وتراكم معرفي ومنهجي يضمن الاستمرارية والأثر. لقد كشفت هذه الدورة أن الحكامة الجمعوية ليست شعارا يرفع بل ممارسة يومية تبدأ من التخطيط السليم وتمر عبر التواصل الفعال وتنضج في الفعل التربوي المنظم لتنعكس في مشاريع تخدم الطفولة والشباب بصدق ومسؤولية.كما أبرزت أن الأنشطة الكبرى حين تؤطر برؤية تربوية واضحة تتحول من مجرد لحظات احتفالية إلى أدوات للتنشئة وبناء القيم وتعزيز الانتماء وأن دور الجمعيات ودور الشباب يظل محوريا في صناعة الأمل وصقل الطاقات ومواجهة تحديات الواقع الاجتماعي. وهكذا تظل مثل هذه المحطات التكوينية لبنات أساسية في مسار طويل يراهن على التكوين المستمر كخيار استراتيجي وعلى الفاعل الجمعوي الواعي كقلب نابض لأي مشروع مجتمعي يسعى إلى بناء الإنسان قبل كل شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى