أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار جهوية / اجتماع عمالة خريبكة بين أهداف التنمية وصراعات المصالح الضيقة

اجتماع عمالة خريبكة بين أهداف التنمية وصراعات المصالح الضيقة

Spread the love

اجتماع عمالة خريبكة بين أهداف التنمية وصراعات المصالح الضيقة

ياسين بالكجدي .. خريبكة

في إطار اللقاء التشاوري الذي عقدته عمالة إقليم خريبكة لمناقشة المشروع التنموي الجديد، والذي يندرج ضمن التوجيهات الملكية الرامية إلى إعداد جيل جديد من البرامج الترابية المندمجة، تعالت بعد الاجتماع أصوات بعض المشاركين مدّعية تعرضها للإقصاء من طرف باشا مدينة خريبكة، معتبرة أن ما وقع “إقصاءً ممنهجاً” في حقها.غير أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن ما جرى لا يرقى إلى مستوى “الإقصاء”، بل كان نتيجةً طبيعية لضيق الوقت وكثرة المداخلات، إذ إن الاجتماع عرف حضور عدد كبير من الفاعلين الجمعويين والسياسيين والمهنيين، ما جعل تنظيم الوقت أمراً بالغ الصعوبة. وقد تم الاتفاق على برمجة لقاءات تكميلية على مستوى باشويات المدينة قصد استكمال النقاش وإغناء الرؤية التنموية بأفكار واقتراحات إضافية.ورغم الطابع المؤسساتي للقاء، فقد زاغ النقاش في كثير من لحظاته عن أهدافه المرسومة، ليأخذ منحى سياسياً ضيقاً طغت عليه الرغبة في الظهور والبحث عن الأضواء أكثر من الحرص على تقديم اقتراحات عملية تسهم في خدمة الإقليم. بعض المداخلات، وفق شهادات الحاضرين، كانت بعيدة كل البعد عن روح التشاور والبناء، بل شكلت مضيعة للوقت والجهد في ظرفية دقيقة تستدعي تعبئة جماعية لإنجاح المشروع التنموي المندمج.والمثير للانتباه أن اتهامات بعض الأطراف لباشا المدينة بالإقصاء، جاءت رغم أن عدداً من الأسماء التي ادعت التهميش كانت ضمن اللائحة التي تمت المناداة عليها لإبداء ملاحظاتها، غير أن ضيق الوقت حال دون استكمال جميع المداخلات. ما يطرح سؤالاً مشروعاً حول خلفيات هذه الادعاءات، خصوصاً أن الاجتماع كان مفتوحاً وشفافاً، وتم تأجيل النقاش إلى مراحل أخرى لضمان مشاركة الجميع.الأغرب من ذلك أن بعض الخطابات التي تلت الاجتماع حاولت توظيف الحدث في اتجاهات تصفية حسابات شخصية أو سياسية، من خلال مهاجمة مؤسسات بعينها كالمجمع الشريف للفوسفاط أو المركب التجاري 20 غشت، في حين أن تلك المؤسسات تعد ركائز أساسية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للإقليم. كما أن بعض الخطابات ذات النزعة الشعبوية أو الدينية حاولت استغلال النقاش العام لتوجيه سهامها نحو السلطة المحلية، وهو أسلوب أصبح مكشوفاً للرأي العام.إن من يرفع اليوم شعار الإقصاء، هو نفسه الذي فشل بالأمس في تدبير ملفات كان يمكن أن تشكل متنفساً للمدينة، وعلى رأسها مشروع المسبح البلدي الذي ظل معلقاً رغم الإمكانات المتاحة. كما أن بعض الجمعيات التي تقدم نفسها في ثوب “الخيرية” باتت مطالبة بمراجعة ممارساتها وتقديم حصيلتها الفعلية قبل توزيع الاتهامات المجانية على الآخرين.
ختاماً، فإن ما تحتاجه خريبكة اليوم ليس المزيد من المزايدات أو لغة الاتهام، بل جرأة فكرية وروح مسؤولية جماعية تتجاوز الحسابات الضيقة نحو عمل تنموي حقيقي يليق بتطلعات الساكنة. فالتنمية لا تصنع بالخطابات، بل بالفعل الميداني والتعاون بين جميع المتدخلين، في إطار من الاحترام والموضوعية.

عن admin

شاهد أيضاً

واويزغت اقليم أزيلال تخلد الذكرى50 للمسيرة الخضراء

Spread the loveواويزغت اقليم أزيلال تخلد الذكرى50 للمسيرة الخضراء               محمد اخريبوش /       جريدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *