أخبار عاجلة
الرئيسية / كتاب الراي / لعبة الفثنة.. حين تتحول صفحات فايسبوكية الى سلاح

لعبة الفثنة.. حين تتحول صفحات فايسبوكية الى سلاح

Spread the love

لعبة الفتنة.. حين تتحوّل صفحات فايسبوكية إلى سلاح
جريدة صوت الاطلس
بقلمي : حليمة صومعي

في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة خطيرة على صفحات فايسبوك، حيث تحوّل الفضاء الافتراضي من مجال للتواصل وتبادل الآراء إلى أداة لزرع الفوضى والتحريض. فبين صور مثيرة وعناوين مُضللة، يتم تمرير رسائل تستهدف استقرار المجتمع وتماسكه، وتُحاول ضرب الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم.
ما يجري ليس دائمًا تعبيرًا عفويًا عن الغضب أو المطالب الاجتماعية، بل قد يكون في أحيان كثيرة لعبة مدروسة، يُحرك خيوطها من يسعى لخلق الأزمات وتأجيج الصراعات. فبعض الصفحات لا تكتفي بالنقد، بل تنزلق إلى التحريض، وتُحوّل الخلافات البسيطة إلى قضايا كبرى، وتدفع الناس إلى مواجهة القانون بدل احترامه.
إن المغرب، بتاريخه وحكمة شعبه، يعرف أن النقد البناء جزء من الديمقراطية، وأن الاحتجاج السلمي حق مكفول. لكن لا يمكن أن نسمح بتحويل هذا الحق إلى سلاح ضد المجتمع نفسه. فالتحريض على الفوضى أو الإساءة لرموز الدولة ليس حرية تعبير، بل مسّ مباشر بالسلم الأهلي.
الحقيقة أن ما يُنشر أحيانًا على فايسبوك ليس بريئًا، بل أقرب إلى لعبة مفبركة تهدف إلى تشتيت الصفوف. وهنا تكمن مسؤولية الجميع: الدولة مطالبة بالتعامل مع هذه الظواهر بحزم وشفافية، والمجتمع المدني مدعو لنشر ثقافة الحوار، والإعلام مُطالب بفضح المغالطات وتوضيح الحقائق.
في النهاية، لا خيار أمامنا سوى التمسك بثوابتنا الجامعة: الله، الوطن، الملك. فهي الكلمة التي توحدنا وتُسقط كل محاولات زرع الفتنة. وإذا كان الحوار سبيلًا لحل المشاكل، فإن الوعي الشعبي هو الحصن الذي يحمي بلدنا من كل لعبة تُحاك في الخفاء.

عن admin

شاهد أيضاً

حين تصيل الكلمة الى قائد البلاد

Spread the loveحين تصل الكلمة إلى قائد البلاد جريدة صوت الاطلس بقلمي : حليمة صومعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *