حلقة مفرغة بلا نهاية.. نفس المشاهد والمقاييس
admin
يومين مضت
كتاب الراي
6 زيارة
حلقة مفرغة بلا نهاية.. نفس المشاهد ونفس الممثلين
جريدة صوت الاطلس
بقلمي : حليمة صومعي

يبدو أن الواقع أصبح نسخة مكررة من فيلم مدبلج لا يتوقف عرضه، نفس المشاهد، نفس الحوارات، ونفس الممثلين الذين لم يتبدلوا، وكأن الزمن متوقف عند نقطة واحدة. كل ما يقع في قطاع الصحة، يتكرر حرفيًا في التعليم، وما يحدث في الفلاحة يتطابق مع بقية القطاعات، لتظل المشاهد مملة، متوقعة، بلا أي عنصر مفاجئ أو إصلاح حقيقي.
في الصحة، تتكرر الوعود بتحسين المستشفيات وتوفير الموارد البشرية، لكن الواقع يكشف فجوة عميقة بين الكلام والتطبيق. وفي التعليم، البرامج والخطط الاستراتيجية تتلوها خطط جديدة، لكنها لا تغير شيئًا على الأرض: الفصول مكتظة، الإضرابات مستمرة، والنتائج لا تعكس حجم الوعود.
أما الفلاحة، التي يفترض أن تكون ركيزة الاقتصاد، فهي ساحة لتكرار نفس السيناريو: شعارات براقة، دعم محدود، ومزارعون يكابدون الظروف الصعبة بلا أي حماية حقيقية. وبقية القطاعات ليست استثناء، كلها تسير على إيقاع واحد: أداء متشابه، حلول غائبة، وتكرار لا يطاق.
لقد ملّ الناس من هذه الأفلام المدبلجة. أصبحوا يعرفون النص عن ظهر قلب، يتابعون المشاهد بلا فضول، لأن النهاية معروفة سلفًا: لا اجتهاد، لا تغيير، ولا حلول مبتكرة. استمرار هذه الحلقة المفرغة لا يضر إلا بثقة الناس، ويغرس شعورًا عميقًا بالإحباط واليأس.
الآن لم يعد هناك مكان للوعود القديمة أو التغيير الظاهري. المطلوب جرأة حقيقية، نصوص جديدة، وأداء مسؤول يواكب الواقع بدل إعادة نفس الفيلم بلا نهاية. فالاستمرار في نفس السيناريو يعني استمرار الإحباط، ويؤكد أن الحلقة المفرغة لن تتوقف إلا بإرادة صادقة للتغيير.