عبث في دورات المجالس: إلى متى يظل المواطن رهينة الصراخ والسباب؟ جريدة صوت الاطلس بقلمي : حليمة صومعي
مرة أخرى تتكرر المشاهد المقيتة داخل بعض دورات المجالس المنتخبة: سب، شتم، تبادل تهم شخصية، وصراعات تافهة تفرغ العمل السياسي من معناه. بدل أن تكون قاعات الاجتماعات فضاءً لتداول القضايا التنموية، تتحول إلى مسرح للعبث يسيء إلى صورة المؤسسات ويمس بثقة المواطن.
أيعقل أن نُسلم شؤوننا لأشخاص لا يمتلكون لا أخلاق الحوار ولا كفاءة التسيير؟ أين هي المحاسبة؟ أين هي الأخلاقيات التي يُفترض أن تكون أساس العمل العمومي؟
هذه الممارسات ليست مجرد انزلاقات عابرة، بل فضيحة متكررة تكشف فراغًا في التربية السياسية، وضعفًا في آليات الردع والمساءلة. الأخطر أن استمرارها يزرع لدى المواطن قناعة قاتلة مفادها أن مؤسساته المنتخبة لا تمثله، بل تعكس صراعات شخصية لا علاقة لها بالصالح العام.
المطلوب اليوم ليس التغاضي أو تبرير هذه السلوكات، بل تفعيل صارم لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإعادة الاعتبار للأخلاق السياسية. فكرامة المواطن ليست سلعة للمساومة، ومجالسه المنتخبة ليست حلبة صراع بل مؤسسات يفترض أن تُعنى بالتنمية وتدبير الشأن العام.
إن لم تتوقف هذه المهازل، فإن أول الخاسرين هو الوطن، وأول المنتصرين هو العبث.