أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار وطنية / قراءة في قمة الدوحة

قراءة في قمة الدوحة

Spread the love

قراءة في ببان قمة الدوحة
جريدة صوت الاطلس
بقلم عبد الهادي مزراري

“رب ضارة نافعة”، أخيرا ذكرت الضربة الإسرائيلية لقطر العرب والمسلمين أن بإمكانهم الاجتماع مجددا، وتلاوة ما تيسر من عبارات التنديد والشجب والاستنكار ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشقيقة قطر، مع تبادل عبارات الشكر والتقدير بين سماحة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية.
استهل المجتمعون البيان الختامي لقمة الدوحة بمناسبة الرد على الهجوم الإسرائيلي بعبارة “إن العدوان الغاشم على قطر واستمرار ممارسات إسرائيل العدوانية يقوضان فرص للسلام في المنطقة”.
اكتشاف عظيم توصل إليه المؤتمرون بعد ضربة إسرائيل في الدوحة، ومتى كان الأمر يحتاج ليفهم العرب والمسلمون أن نتنياهو لا يريد سلاما معهم، وهو يبيد الفلسطينيبن في كل يوم يمضي وينسف كل محاولة للهندنة أو وقف للحرب؟
تضمن بيان الدوحة العظيم كذلك مصطلات وردت بشكل متكرر من قبيل نشجب، ندين، نستنكر، نؤكد، نثمن، ندعم، نطلب، وغيرها من الكلمات التي تستنسخ نفسها من القمم العربية والإسلامية منذ ما يزيد عن سبعة عقود.
عاد الأسلوب نفسه الذي يجعل من قادة العرب والمسلمين منافسين أشداء للصحافيين في كتابة تقارير إخبارية تصف الوضع وتحلل المعطيات، مع إضافة عبارات السب والشتم والتحذير والوعيد.
بحث في ثنايا بيان قمة الدوحة علني أجد ما يميزه عن غيره من البيانات الختماية للقمم السالفة، لكني وجدت شيئا عجيبا وهو لغة الاستنكار والانكسار والخيبة، مستترة بين السطور، دون إشارة واضحة إلى الجهة التي غدرت بقطر، ومستعدة للغدر بكل دول المنطقة بلا أدنى مبالاة.
لم يتطرق البيان إلى الدول التي اشترت من قطر أمنها كما اشترته من السعودية والإمارات والكويت والبحربن، وزرعت قواعد عسكرية مقابل ملايير الدولارات لتحمي هذه الدول، (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، تركيا) وفي الأخير تبين أنها أطفأت المصابيح (عفوا الضربة كانت في واضحة النهار) فغضت الطرف عن البيبي إسرائيل ليلعب ب 15 مقاتلة ويطلق منها عشرات الصواريخ والقنابل على مقر إقامة الوفد الفلسطيني المفاوض.
لم لا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف إسرائيل “باللاعب المارق”؟ ما بجعل الأمر فعلا أشبه بلعبة فيها طفل مدلل وسط جماعة من المغفلين لا يجرأون على ضربه حتى بعد تعديه كل الحدود.
ذكرني ما حدث للمسكينة قطر التي راهنت بكل ثقة في الحماية الامريكية والبريطانية والتركية، بمشهد مؤلم في فيلم “حياة المعز”، عندما كان الهندي تعيس الحظ يتعرض لتهجم كلب مالك مزرعة القطيع، ولم يكن يجرؤ على صد تحرشات الكلب بسبب الخوف من صاحب الكلب.
في البيان الختامي لقمة الدوحة لم يتجرأ المؤتمرون على وضع عبارة صغيرة تشير إلى استعمال القوة العسكرية للرد على الهجوم الإسرائيلي.
لم يتضمن البيان كذلك ولو من باب الإشارة إلى من يهمه الأمر بأن الدول المتضررة من الحماية الغربية الزائفة تقرر اللجوء إلى قوى بديلة، أو على الأقل مراجعة تلك الاتفاقيات اللاامنية.
كيف يفعلون ذلك وهم في الأصل مكبلون بخلافات وعداوات يغرقون فيها من أخمص الأقدام إلى الجباه؟
افضل صورة يمكن التعبير من خلالها على مستوى النفاق والشقاق ما بدر من عبارات التضامن والإيخاء عن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي جاء لينوب عن عبد المجيد تبون، وأطلق سيلا من الكلمات الرنانة لنبد الفرقة والحد من تقسيم صفوف الأمة، بينما السكين لا تفارق يد النظام الجزائري منذ نصف قرن، أملا في تقسيم المغرب وضرب وحدته.
يحفل المشهد العربي والإسلامي بمثل هذه النماذج، التي أضعفت الدول والشعوب لدرجة أصبحت ترى فيها الصدق في الأجنبي والحذر كل الحذر من الاخ ومن ابن العم.
لو فطن المؤتمرون إلى نقطة ضعف العدو لاستبدلوا كل تلك العبارات والتنديدات بقرارات بسيطة تعيد ترتيب رقعة السطرنج بقرار واحد تحت عنوان واضح وهو “قررت قمة الدوحة دعم المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ودعم سوريا في ضمان سيادتها حماية وحدتها الترابية، ومساندة اليمن في الاستقرار ووحدة الصف”.
أو حتى من دون ذكر ذلك والإعلان عنه لكي لا يدرك العدو أن العرب والمسلمون استيقظوا من الغفلة والجبن، عليهم ان يفكروا من خارج الصندوق، ولديهم من الأموال الطائلة ما يكفي لحماية أنفسهم وحماية المنطقة لو عرفوا كيف يسخرونها بطريقة مختلفة.
طابت أوقاتكم

عن admin

شاهد أيضاً

—أين_الدواء ؟—الدواء_حق_وليس_امتياز —-سطوكاج_الأدوية_فضيحة —؛الدواء_للمرضى_لا_للمخازن — الحق_في_العلاج

Spread the love—أين_الدواء؟ —الدواء_حق_وليس_امتياز —-سطوكاج_الأدوية_فضيحة —؛الدواء_للمرضى_لا_للمخازن — الحق_في_العلاج جريدة صوت الاطلس بقلم مدير النشر والأمين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *