حين تصيل الكلمة الى قائد البلاد
admin
41 ثانية مضت
كتاب الراي
2 زيارة
حين تصل الكلمة إلى قائد البلاد
جريدة صوت الاطلس
بقلمي : حليمة صومعي

الحمد لله الذي جعل للكلمة الصادقة قوة تتجاوز حدود الجدران والأسوار، فتصل إلى من بيده القرار الأعلى في البلاد. ما يثلج الصدر اليوم هو أن صوت المواطن، سواء كان مكتوبًا في تدوينة بسيطة أو منطوقًا في وقفة احتجاجية، لم يعد حبيس الصفحات أو الأزقة، بل أصبح يجد طريقه إلى قائد الوطن الذي يحمل هموم شعبه على عاتقه.
لقد برهنت الوقائع أن المغرب يعيش تحولًا حقيقيًا في العلاقة بين الشعب ومؤسساته؛ حيث لم تعد المسافة بين المواطن والمسؤول الأول في البلاد بعيدة كما كان يعتقد البعض. فحين تُنقل آهات الناس ومطالبهم بصدق، يصل صداها إلى القمة، ويترجم إلى قرارات ومبادرات تعكس اهتمام القيادة بمعاناة البسطاء.
إنها رسالة واضحة بأن العهد الجديد قائم على الإصغاء، وأن الكلمة الحرة والصوت الصادق ليسا مجرد متنفس، بل وسيلة للتأثير والتغيير. قائد البلاد يستمع، ويتابع، ويتدخل حين يقتضي الواجب، ليؤكد أن الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم ليست شعارًا، وإنما واقع يتجسد في تفاصيل الحياة اليومية.
إن وصول الكلمة إلى قائد البلاد يمنح المواطنين دفعة جديدة للاستمرار في التعبير بجرأة ووعي، لأنه متى ما خرج الصوت من القلب ووُجِّه بنية الإصلاح، فإنه يصل إلى أعلى سلطة في الدولة. وهنا تكمن قيمة المسؤولية المشتركة: على المواطن أن يكتب ويعبر بصدق، وعلى القيادة أن تصغي وتتفاعل، وهكذا تبنى جسور الثقة في وطن يسير نحو المستقبل.