أخبار عاجلة
الرئيسية / كتاب الراي / بني ملال..على حافة الجنون أم ضحية لسياسة عمياء

بني ملال..على حافة الجنون أم ضحية لسياسة عمياء

Spread the love

بني ملال.. على حافة الجنون أم ضحية لسياسة عمياء؟

جريدة صوت الاطلس
بقلمي: حليمة صومعي

ظل المثل الشعبي القائل: “الهبال في بني ملال” يُتداول في المجالس بلهجة ساخرة، وكأنه مجرد نكتة عابرة. لكن مرور الزمن أثبت أن ما كان يُقال بطابع المزاح يخفي في جوهره حقيقة أعمق: مدينة عريقة تُستنزف تدريجياً بين فوضى التدبير وقسوة الواقع.

اليوم، يلمس الزائر والمقيم على حد سواء حجم التراجع في مختلف القطاعات: بنية تحتية متعثرة، خدمات عمومية لا ترقى إلى تطلعات المواطنين، شباب محبط يهاجر أو يواجه البطالة، وملفات تنموية لا تتجاوز عتبة الشعارات. وزاد من حدة الوضع ما بات يتكرر من تنزيل حافلات تقل مهاجرين أفارقة نحو بني ملال، في غياب رؤية واضحة لتدبير هذا الملف الحساس، مما عمّق شعور الساكنة بالهشاشة والإقصاء.

ومع ذلك، فإن بني ملال ليست مدينة فقيرة الإمكانيات. فهي تزخر بمؤهلات طبيعية وزراعية مهمة، إضافة إلى رأسمال بشري قادر على صنع الفارق متى وُجدت الحكامة الجيدة والاختيارات التنموية الرشيدة. غير أن غياب رؤية استراتيجية متكاملة يجعل هذه المؤهلات حبيسة الأوراق الرسمية.

إن المسؤولية اليوم تقع على عاتق المنتخبين المحليين والجهويين، وعلى الحكومة بمختلف قطاعاتها، من أجل إعادة الاعتبار للمدينة. فالتنمية لا تُبنى على الخطابات ولا على تدبير الملفات بمنطق الإطفاء اللحظي للأزمات، بل برؤية مستقبلية واضحة، وبحوار جاد مع الساكنة، وبتحمل كامل للمسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع.

بني ملال لا تحتاج إلى صدقات ظرفية ولا إلى قرارات ارتجالية، بل إلى إرادة سياسية حقيقية تعيد لها مكانتها، وتضعها في قلب الاهتمام الوطني. حينها فقط، يمكن أن نطوي صفحة التهميش، ونكتب تاريخاً جديداً لمدينة تستحق أن تكون منارة للتنمية بدل أن تُختزل في أمثال شعبية ساخرة.

عن admin

شاهد أيضاً

لماذا كل هذا التحفظ على حضور الصحافة في دورات المجالس المنتخبة ؟

Spread the loveلماذا كل هذا التحفظ على حضور الصحافة في دورات المجالس المنتخبة؟ جريدة صوت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *