أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار وطنية / الاحتجاج في زمن الحوار ..مفارقة دواوير قبيلة ايت سعيد اوعلي فم العنصر اقليم بني ملال

الاحتجاج في زمن الحوار ..مفارقة دواوير قبيلة ايت سعيد اوعلي فم العنصر اقليم بني ملال

Spread the love

الاحتجاج في زمن الحوار… مفارقة دواوير قبيلة آيت سعيد أوعلي فم العنصر
جريدة صوت الاطلس
بقلم : السعودي الجمعاوي
مواطن معني بالشأن المحلي

في مشهد يعكس نوعًا من المفارقة المؤسفة، اختارت مجموعة من ساكنة دواوير إغرضان، تاوريرت، وأيت وهرماش التابعة لجماعة فم العنصر، الخروج في مسيرة احتجاجية نحو ولاية جهة بني ملال خنيفرة، مطالبين بالماء الشروب، وتعبيد الطرق، واستكمال فتح المسالك إلى دواويرهم.
مطالب الساكنة لا غبار عليها، فهي مطالب مشروعة وضرورية، وقد طال انتظار تحقيقها. غير أن توقيت هذه المسيرة يثير أكثر من علامة استفهام، لا سيما أنها جاءت في نفس اليوم 25 غشت 2025الذي انعقد فيه لقاء تشاوريا هاما بمقر جماعة فم العنصر، ترأسه السيد عبد الغني فهمي قائد قيادة فم العنصر المعروف ولا مجاملة بتفاعله الإيجابي في العديد من القضايا وترافعه من أجل تحقيق مايمكن تحقيقه في إطار المصلحة العامة فاتحا مكتبه أمام الجميع ، وذلك بحضور ممثلين عن المجلس المنتخب، ورؤساء الجمعيات، ونخب محلية، وأطر من المصالح اللاممركزة.
اللقاء لم يكن شكليًا ولا بروتوكوليًا، بل جاء في إطار التفاعل مع مضامين خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2025، والذي دعا بشكل صريح إلى ترسيخ العدالة المجالية، وتحقيق الإنصاف التنموي، والإنصات لانشغالات المواطنين في كل جهات المملكة.
فكيف يُعقل أن تخرج الساكنة إلى الشارع في الوقت الذي يُفتح فيه باب الحوار بشكل مسؤول؟
ألم يكن من الأجدى أن يتم الحضور إلى هذا اللقاء، وطرح الإشكالات داخل فضاء مؤسساتي مفتوح ومتاح للجميع؟
الاحتجاج يصبح أداة راقية عندما ينقطع الحوار أو يُقمع الصوت، لكنه يفقد الكثير من وجاهته عندما يُستخدم في توقيت يشهد فيه الجميع على توفر إرادة حقيقية للإصغاء والتفاعل من طرف الإدارة والمنتخبين.
إن ما حدث يُضعف الدينامية التشاورية التي بدأت تتشكل، ويعطي انطباعًا غير دقيق عن غياب التواصل، في حين أن الدولة، عبر مؤسساتها الترابية والمحلية، بادرت إلى التفاعل الميداني، وفتحت قنوات الحوار مع الجميع دون استثناء.
التنمية لا تتحقق بين عشية وضحاها، لكن الخطوة الأولى لها هي الثقة المتبادلة، والاشتغال من داخل الفضاءات الشرعية التي تتيح التأثير واتخاذ القرار.
اليوم، وبعد ما سُجل من تناقض بين المسيرة واللقاء، تبقى الكرة في ملعب المجتمع المدني والساكنة:
إما أن نكون فاعلين في صياغة الحلول، أو أن نكتفي بلعب دور المتفرج الغاضب.
وأمام هذا المشهد، لا يسعنا إلا أن نقول:
التنمية تبنى بالحوار فربما هو أقصر الطرق إلى ما نطالب به ، لا بالإحتجاج في لحظة إنصات . فلنمنح الحوار فرصته … قبل أن نمنح الإحتجاج شرعيته .

عن admin

شاهد أيضاً

بيان حقوقي. باسم الشبكة الوطنية لحقوق الانسان “”المبادرة الملكية إلى غزة… المغرب يصنع الاستثناء الإنساني ويكشف زيف إعلام قصر المرادية”

Spread the loveبيان حقوقي باسم الشبكة الوطنية لحقوق الانسان المملكة المغربية الشريفة . “المبادرة الملكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *