زيارة9 ابريل19470بطنجة الدولية” قراءة في الد لالات التاريخيةوالدينية والسياسية
admin
يوم واحد مضت
اخبار وطنية
7 زيارة
زيارة 9 أبريل 1947 بطنجة الدولية: قراءة في الدلالات
التاريخية والدينية والسياسية



مراسلة لجريدة صوت الاطلس متعاون /فكري ولد علي
شكلت الندوة التاريخية التي نظمتها مقاطعة طنجة المدينة والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يوم الأربعاء 16 أبريل 2025 بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة، محطة هامة للتأمل في دلالات زيارة تاريخية بصمت ذاكرة المغاربة قاطبة، وهي زيارة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه إلى طنجة الدولية في التاسع من أبريل عام 1947. هذه الزيارة التي جاءت في سياق دولي وإقليمي دقيق، حملت في طياتها أبعادًا تاريخية ودينية وسياسية عميقة، استدعتها هذه الندوة العلمية الغنية بالتحليلات والرؤى المستنيرة.
افتتحت فعاليات الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ أيوب الهبطي، أعقبها الأداء الجماعي للنشيد الوطني، إيذانًا بانطلاق أشغال هذه المحطة الفكرية التي سيرتها بكفاءة واقتدار الأستاذة حميدة الجازي، المتخصصة في الإعلام والتواصل والقيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة.
في كلمته الافتتاحية، استعرض السيد النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة، الأستاذ حسن بن يوسف، الرمزية التاريخية العميقة لهذه الذكرى، مؤكدًا على أهميتها في الذاكرة الوطنية والمحلية. كما أشاد بالمجهودات الحثيثة التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في سبيل صيانة هذه الذاكرة والتعريف بها للأجيال الصاعدة.
وقد أضاء الدكتور مصطفى الغاشي، المؤرخ والباحث الأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث ، والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، جوانب هامة من السياق العام الذي أحاط بالزيارة الملكية، محللًا دلالاتها ورمزيتها في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المغرب. لقد ساهمت مداخلته القيمة في وضع الحدث في إطاره الزماني والمكاني، وفهم التحديات التي كانت تواجه البلاد آنذاك.
من جانبه، تناول الدكتور عبد الإله كنكا، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي والباحث في تاريخ المغرب الكبير والمعاصر والراهن، البعد السياسي والوحدوي لزيارة الملك محمد الخامس إلى طنجة. وقد أبرز كيف شكلت هذه الزيارة رسالة قوية تؤكد على وحدة التراب الوطني ورفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الاستعمار، معززة بذلك الروح الوطنية والتفاف الشعب حول عرشه.
أما البعد الديني للزيارة، فقد تفضل بتفصيله الدكتور محمد العشيري، أستاذ مادة التاريخ والسيرة بالتعليم الجامعي العتيق بطنجة والباحث في الدراسات الشرعية واللغوية وخطيب وواعظ تابع للمجلس العلمي ومؤطر للحجاج ولأئمة المساجد بطنجة. وقد استعرض الدكتور العشيري كيف تجسدت في هذه الزيارة الروابط الدينية الوثيقة بين الملك وشعبه، وكيف كانت تحمل دلالات روحية عميقة عززت من مكانة الملك كرمز للوحدة الدينية والوطنية.
وقد تخللت هذه الندوة العلمية فقرة تكريمية مستحقة لثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مبادرة محمودة من طرف مقاطعة طنجة المدينة تجسد ثقافة الاعتراف بالجميل وتثمن تضحيات هؤلاء الأبطال في سبيل استقلال الوطن.
وقد عرفت هذه الفعالية حضورًا لافتًا لنخبة من الأطر والمنتخبين بجماعة طنجة ومقاطعة السواني، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة والأكاديميين والفاعلين في المجتمع المدني، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتاريخ الوطن ورموزه.
ختامًا، يمكن القول إن هذه الندوة التاريخية قد نجحت في تسليط الضوء على الأبعاد المتعددة لزيارة 9 أبريل 1947، مؤكدة على أهميتها التاريخية والدينية والسياسية في مسيرة المغرب نحو الاستقلال والوحدة. لقد كانت محطة قيمة لتعميق الفهم والإدراك لأحداث الماضي واستلهام العبر للمستقبل، وترسيخ ثقافة الاعتراف بأبطال المقاومة وجيش التحرير.