مقبرة الغفران بالدار البيضاء بين رحمة المطر وغياب التدبير: نداء إنساني لصون حرمة الأموات مراسلة: حياة السالمي متعاونة مع جريدة صوت الأطلس
شهدت مقبرة الغفران بالدار البيضاء الكبرى وضعًا مقلقًا عقب التساقطات المطرية الأخيرة، حيث غمرت المياه عددًا من القبور وتسببت في تدهور محيطها، في مشهد يبعث على الأسى ويدق ناقوس الخطر بشأن احترام حرمة الأموات وصيانة المقابر باعتبارها فضاءات دينية وإنسانية ذات رمزية خاصة. وتُظهر المعاينات الميدانية اختلالات واضحة في البنية التحتية للمقبرة، من غياب التبليط الملائم، وضعف تصريف مياه الأمطار، ما يجعل القبور عرضة للانجراف والتلف مع كل تساقط مطري. وهو وضع لا ينسجم مع القيم الدينية ولا مع واجب العناية بمرافق الدفن، التي تُعد أمانة جماعية ومسؤولية مؤسساتية. إن الأمطار رحمة من الله سبحانه وتعالى، غير أن غياب التدبير الوقائي يحول هذه الرحمة إلى مصدر أذى، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجماعات الحضرية والجهات المسؤولة بمدينة الدار البيضاء لإعادة الاعتبار للمقبرة، عبر إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتبليط الأرضيات، وتحسين قنوات تصريف المياه، واعتماد مقاربة استباقية تحفظ كرامة الأموات وتراعي مشاعر ذويهم. وتؤكد هذه المراسلة أن المطالب مشروعة وبسيطة، قوامها حسن النية في خدمة حق ثابت لأموات المسلمين، وصون حرمتهم، وتجسيد مسؤولية جماعية تقوم على الاحترام، والوقاية، والتدبير الرشيد، بعيدًا عن أي توظيف أو إساءة. إنها رسالة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون مطلبًا إداريًا، عنوانها: صيانة الكرامة، واحترام المقدسات، وتحمل المسؤولية.