أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار جهوية / اللقاء التشاوري بخريبكة ..بين رهانات التنمية وإرث الخطابات البالية

اللقاء التشاوري بخريبكة ..بين رهانات التنمية وإرث الخطابات البالية

Spread the love

اللقاء التشاوري بخريبكة.. بين رهانات التنمية وإرث الخطابات البالية

ياسين بالكجدي 


في إطار اللقاء التشاوري الذي نظمته عمالة إقليم خريبكة، تفاعلاً مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الرامية إلى إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، كان المنتظر أن يشكل هذا اللقاء محطة أساسية لتجديد الرؤى واستشراف المستقبل التنموي للإقليم بروح جماعية مسؤولة.غير أن مجريات النقاش أبانت عن هيمنة الطابع السياسي الضيق على عدد من المداخلات، التي بدت بعيدة عن جوهر الموضوع وغايات اللقاء. فبدل أن تنصب المساهمات على بلورة أفكار عملية تعزز التنمية المحلية، انزلقت بعض الخطابات نحو منطق المزايدات الشخصية والأنانية السياسية، محاوِلة إعادة إنتاج نفس التعابير والممارسات التي طبعت خطاب الأمس، والتي لم تعد تنسجم مع متطلبات التنمية الحديثة ولا مع الرؤية الملكية الجديدة القائمة على الفعالية والتجديد والابتكار.لقد تحوّل اللقاء، في بعض فقراته، إلى منبر للارتجال ومحاولة الظهور الإعلامي أكثر من كونه فضاءً للتفكير الجماعي المسؤول، مما انعكس سلباً على مستوى النقاش العام، وأضعف منسوب التفاعل مع التحديات الحقيقية التي يعيشها الإقليم في مجالات الاستثمار، والتشغيل، والبنية التحتية، والتنمية الاجتماعية.ورغم ذلك، لا يمكن إلا الإشادة بالمجهودات الكبيرة لعمالة إقليم خريبكة، التي وفرت كل ظروف النقاش والحوار البناء، وسعت إلى إشراك مختلف الفاعلين المحليين في صياغة رؤية مستقبلية مندمجة. إلا أن خيبة الأمل كانت واضحة حين تصدّر المشهد بعض الوجوه التي كانت يوماً ما سبباً في تعثر التنمية بالإقليم، لتعيد تكرار نفس الخطابات الفاشلة، البعيدة عن واقع الناس وانتظاراتهم.اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج إقليم خريبكة إلى نخب جديدة برؤية تنموية حديثة، تُدرك أن زمن الخطابات قد ولى، وأن التنمية الحقيقية تُبنى على التخطيط، والمساءلة، والجرأة في اتخاذ القرار، لا على الشعارات الفضفاضة والأنانية السياسية التي أثبتت فشلها.

عن admin

شاهد أيضاً

واويزغت اقليم أزيلال تخلد الذكرى50 للمسيرة الخضراء

Spread the loveواويزغت اقليم أزيلال تخلد الذكرى50 للمسيرة الخضراء               محمد اخريبوش /       جريدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *