بني ملال… متى يمر من ” مسرحيات النقاش” إلى أفعال تضع جدا مأسي المتشردين والمختصين ؟
admin
يوم واحد مضت
كتاب الراي
7 زيارة
بني ملال… متى نمرّ من “مسرحيات النقاش” إلى أفعال تضع حدّاً لمآسي المتشردين والمختلين؟
جريدة صوت الاطلس
بقلمي: حليمة صومعي

كما اطلعنا في أحد المواقع، فإن المجلس الجماعي لبني ملال يستعد خلال دورة أكتوبر 2025 لمناقشة الرأي الاستشاري الذي تقدمت به هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، بخصوص واحدة من أعقد الظواهر التي تنهش جسد المدينة: المتشردون، المختلون عقلياً، والمتسولون.
لكن السؤال المرّ: هل ما زلنا في حاجة إلى “نقاش” بعد كل هذه السنوات من الوعود والبيانات والكتابات؟! أليس ما يجري سوى إعادة إنتاجٍ لمسرحية هزيلة ألفنا فصولها، حيث يجتمع المسؤولون، يكثر الكلام، يعلو التصفيق، ثم ينفض الجمع دون أثر على أرض الواقع؟
المدينة اليوم ليست بحاجة إلى لجان صورية ولا لقاءات استعراضية. هي بحاجة إلى قرارات حقيقية يوقع عليها مسؤولون كبار في الدولة، من ذوي الاختصاص والقدرة على التنفيذ، لا مجرد خطابات موسمية يتبارى فيها المنتخبون على تجميل صورهم أمام الإعلام.
إن ظاهرة التشرد والاضطرابات النفسية والتسول لم تعد مجرد “ملف اجتماعي”، بل تحولت إلى معضلة إنسانية وأمنية تهدد السلم المجتمعي، وتفضح فشل السياسات العمومية في أبسط واجباتها: صون الكرامة الإنسانية.
كفى ضحكاً على الذقون. كفى التلاعب بمصائر مواطنين ينامون في الشوارع، ويقتاتون من القمامة، ويُتركون عرضة للخطر في غياب مراكز إيواء، ومستشفيات نفسية مجهزة، وسياسات إدماج فعلية.
لقد كتبنا، واحتجّ الفاعلون الجمعويون، وصرخ الحقوقيون، ومع ذلك لا يزال النقاش يُعاد بنفس الرتابة. والنتيجة: واقع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.