لماذا كل هذا التحفظ على حضور الصحافة في دورات المجالس المنتخبة ؟
admin
3 ساعات مضت
كتاب الراي
10 زيارة
لماذا كل هذا التحفظ على حضور الصحافة في دورات المجالس المنتخبة؟
جريدة صوت الاطلس
بقلمي/ حليمة صومعي

في زمن أصبح فيه الحق في المعلومة من أبسط حقوق المواطن، ما زال بعض المراسلين الصحفيين يصطدمون بقرارات المنع أو التحفظ عند محاولتهم حضور دورات المجالس المنتخبة. مشهد غريب، يثير الكثير من التساؤلات: ما الذي يُخيف من حضور الصحافة؟ ولماذا يُصرّ البعض على أن تبقى النقاشات خلف الأبواب المغلقة؟
الصحفي لا يأتي ليعادي أحدًا، بل ليؤدي مهمته في نقل ما يجري داخل قاعات الاجتماعات إلى الرأي العام، بكل حياد ومسؤولية. حضوره هو ضمانة لشفافية النقاشات، وصوت للساكنة التي انتخبت ممثليها وتريد أن تعرف كيف تُدار شؤونها.
لكن، بدل أن يُستقبل الصحفي كشريك أساسي في ترسيخ الثقة بين المواطن ومؤسساته، يُعامل أحيانًا كغريب غير مرغوب فيه، وكأن وجوده تهديد أو مصدر إزعاج. هذا التعامل لا يسيء فقط إلى الجسم الصحفي، بل يضر بصورة المجالس نفسها، ويعطي الانطباع بأن هناك شيئًا يُراد إخفاؤه.
المجالس المنتخبة في حاجة إلى الانفتاح، إلى الوضوح وإلى التواصل الحقيقي مع المواطنين. أما إغلاق الأبواب في وجه الصحافة، فهو ارتداد إلى الوراء، ورسالة سلبية للساكنة التي تتابع وتنتظر المعلومة من مصادر ميدانية.
لقد أثبتت التجارب أن الصحافة ليست خصمًا، بل مرآة تنقل الواقع كما هو، بحلوه ومرّه. ومن يمنع حضورها، إنما يختار أن يُحاصر نفسه داخل قاعة مغلقة، بعيدًا عن أعين الناس وأسئلتهم وانتظاراتهم.