أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار جهوية / موسم التبوريدة بين الاتقان والفن

موسم التبوريدة بين الاتقان والفن

Spread the love

مواسم التبوريدة بين الإنتقاد وسوء الفهم.

محمدحكيم/ /جريدة صوت الأطلس الاخبارية الفقيه بن صالح


في خضم الجدل الدائر مؤخرًا حول تنظيم مواسم ومهرجانات التبوريدة، تعالت بعض الأصوات المنتقدة التي ترى فيها تبذيرًا للمال العام، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها بعض المناطق. غير أن هذا الطرح يغفل الجانب الأهم: القيمة التراثية، الاقتصادية والاجتماعية العميقة لهذه التظاهرات.

فالتبوريدة ليست مجرد طلقات بارود وعروض فرجوية، بل تجسيد حي لهوية مغربية متجذرة، تحمل في طياتها تاريخ الفروسية، والانضباط، والشجاعة، وتنقل هذه القيم للأجيال الصاعدة في إطار احتفال جماعي يعزز الانتماء والفخر بالهوية الوطنية.

من الجانب الاقتصادي، تساهم هذه المهرجانات في تنشيط الدورة المحلية بشكل مباشر، إذ تتحمل “السربات” المشاركة التكاليف من مالها الخاص، التي قد تتجاوز مليون درهم في بعض التظاهرات. هذه المصاريف تنعش قطاعات متعددة من نقل، تغذية، إيواء، خدمات بيطرية، ومهن تقليدية، لتخلق دينامية حقيقية يستفيد منها الجميع، من الفارس إلى الطفل المتعلق بشغف بهذا التراث.

أما من الناحية الاجتماعية، فالمواسم تشكل متنفسًا حقيقيًا لساكنة المناطق التي تفتقر لفضاءات الترفيه، وتوفر لحظة فرح ولمّة تعيد صلة الرحم بين المواطن وتراثه، وتزرع في الناشئة حب الوطن والتقاليد.

التبوريدة، المعترف بها كتراث إنساني من طرف اليونسكو، ليست رفاهية، بل مسؤولية وطنية. الحفاظ عليها ليس خيارًا بل ضرورة، لأن من لا يعتز بماضيه، لن يكون قادرًا على بناء مستقبل راسخ.

عن admin

شاهد أيضاً

رسالة مفتوحة باسم الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان. إلى مناضلي محاربة الفساد بالفقيه بن صالح

Spread the loveرسالة مفتوحة باسم الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان – الأمين العام أنوار حسن، موجهة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *