أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار وطنية / حين تُستغل الحرب على غزة للهجوم على المغرب: الحقيقة التي لا يمكن طمسها

حين تُستغل الحرب على غزة للهجوم على المغرب: الحقيقة التي لا يمكن طمسها

Spread the love

حين تُستغل الحرب على غزة للهجوم على المغرب: الحقيقة التي لا يمكن طمسها
بقلم: محمد الملقم / مراسل متعاون مع جريدة صوت الاطلس

في خضم مأساة الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، التي تودي يوميًا بحياة الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، تنبعث أصوات شاذة لا تمتّ للواقع ولا للعدالة بصلة، إذ يتخذ بعض الإعلاميين والناشطين من هذه المأساة ذريعة للهجوم على المملكة المغربية، ملكًا وشعبًا، في مشهد عبثي يُثير الاستغراب ويكشف عن نوايا خفية تتجاوز التضامن الحقيقي مع القضية الفلسطينية.

المؤسف أن هذه الحملات لا تأتي من مواقع العدو، بل أحيانًا من أشقاء وأبناء جلدتنا، ممن اختاروا توجيه سهامهم إلى دولة عُرفت تاريخيًا بدعمها الثابت والصادق لفلسطين، بدل توجيهها نحو الاحتلال الذي يمعن في قتل الأبرياء وانتهاك الحقوق.
المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لم تكن يومًا غائبة عن المشهد الفلسطيني، لا رمزيًا ولا ميدانيًا. بل إن المغرب كان وما يزال من أوائل المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في المحافل الدولية، وفي الميدان من خلال الدعم الإنساني المتواصل.
لقد شهدنا خلال هذه الحرب الأخيرة على غزة، إرسال المغرب لمساعدات طبية وغذائية عاجلة عبر معبر رفح، وهو ما لم تفعله دول كثيرة ترفع الشعارات ولا تتجاوزها إلى الأفعال. كما دأبت وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية للجنة القدس، على تمويل مشاريع اجتماعية وصحية وتعليمية لصالح الفلسطينيين، في وقت يتناقص فيه دعم آخرين.
أن يتحول الدفاع عن فلسطين إلى منصة لمهاجمة دولة ذات سيادة، فهذا يشكّل خروجًا عن جادة الصواب وتحويرًا خطيرًا للبوصلة. من يتهم المغرب بالتطبيع يتجاهل أن المملكة لم تفرّط يومًا في مبادئها، وأنها تفرّق بوضوح بين الدفاع عن القضية الفلسطينية والتفاعل الدبلوماسي الذي تفرضه المعادلات الدولية المعقدة.
بل إن من يستخدم ملف التطبيع ذريعة للنيل من المغرب، يتجاهل علاقات بعض دولهم نفسها مع إسرائيل، سياسيًا واقتصاديًا وحتى عسكريًا، ما يضعهم في خانة النفاق الإعلامي والازدواجية الصارخة.
الشارع المغربي، كما عهدناه، لم يتخلَّ يومًا عن فلسطين. المسيرات الشعبية التي خرجت تضامنًا مع غزة، والتبرعات الواسعة، والمواقف الشعبية والرسمية، كلها تؤكد أن قضية فلسطين محفورة في وجدان المغاربة.
أما جلالة الملك محمد السادس، فمواقفه الثابتة والتزامه المستمر بدعم الفلسطينيين، يجسدان القيادة الرشيدة التي تنصر المظلوم دون شعارات جوفاء، بل بأفعال ملموسة.
القضية الفلسطينية تحتاج إلى وحدة الكلمة لا خنادق الاتهام، إلى أفعال لا مزايدات. المغرب لم يكن يومًا خصمًا لفلسطين، بل شريكًا في نضالها، ومناصرًا لحقوقها. وعلى من يتاجر بدماء الفلسطينيين من أجل تصفية حسابات سياسية أو أيديولوجية، أن يخجل من نفسه، وأن يوجّه بوصلته نحو الاحتلال لا نحو من يقف في وجهه.

عن admin

شاهد أيضاً

بروفيسور ابن تيموليلت اقليم أزيلال يفتح يديه ويزرع الابتسامة للمرضى بالعاصمة السياحية مراكش

Spread the love بروفيسور ابن تيموليلت يفتتح يديه ويزرع الابتسامة للمرضى بالعاصمة السياحية مراكش . …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *