الخطاف بين واقع النقل السري ومسؤولية السلطة المحلية صرخة من عمق الجبل العميق تحت مجهر الشبكة الوطنية لحقوق الانسان.
admin
21 ساعة مضت
اخبار جهوية
16 زيارة
الخطافة بين واقع النقل السري ومسؤولية السلطة المحلية: صرخة من عمق الجبل المغربي تحت مجهر الشبكة الوطنية لحقوق الانسان.
جريدة صوت الاطلس
الامين العام انوار حسن. 0661548867

وضعت الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان من خلال زياراتها المتكررة لعدد من المناطق الجبلية بالمملكة، خاصة بالأطلس المتوسط، الواقع المعيشي الصعب لساكنة القرى المعزولة تحت المجهر. هذه القرى ما زالت تعاني من غياب الطرق المعبدة وفك العزلة، ما يحرمها من أبسط الخدمات الأساسية كالنقل، الصحة والتعليم.
في هذا السياق، شهدت مدينة بني ملال، مساء يوم الأربعاء 28 ماي 2025، واقعة أثارت استياءً كبيراً في صفوف المواطنين القادمين من دوار “تنكارف” بجماعة تيكلفت، إقليم أزيلال. فقد اضطر عدد منهم إلى استعمال وسيلة نقل غير مرخصة (النقل السري) لقضاء أغراضهم الإدارية بالمدينة، نظراً لانعدام وسائل النقل العمومي المرخص في منطقتهم.
إلا أن أصحاب رخص النقل القانوني (المأذونيات) بادروا بتقديم شكاية إلى المصالح الأمنية ببني ملال، مطالبة بالتدخل لوقف هذه “الظاهرة”. وبالفعل، تم توقيف سائق المركبة المستعملة في النقل السري، ما أثار غضب ساكنة المنطقة الجبلية التي اعتبرت الأمر تجاهلاً لاحتياجاتهم المستعجلة وواقعهم القاسي.
الساكنة تستنكر وتحمل المسؤولية للسلطات
استنكرت ساكنة الدواوير هذا الحجز، معتبرة أن المركبات “السرية” تشكل وسيلة إنقاذ حقيقية، وتلعب دوراً إنسانياً في دعمهم ومساعدتهم على التنقل نحو المراكز الحضرية لقضاء شؤونهم الصحية، الإدارية والاقتصادية. وطالبوا السلطات الأمنية والمحلية بتحمل مسؤولياتها في توفير وسائل نقل بديلة، بدل التضييق على الحلول المؤقتة التي فرضها الواقع.
ففي ظل انعدام الطرقات وفشل الجماعات المحلية في ربط هذه القرى بالبنية التحتية، لم يبقَ أمام الساكنة سوى اللجوء إلى النقل السري، رغم ما يحمله من مخاطر على سلامتهم بسبب الحمولة الزائدة والمسالك الوعرة.
نقل سري… تضحية أم تهديد؟
ورغم التضحيات الجسيمة التي يقدمها سائقو النقل السري، والذين غالباً ما يغامرون بحياتهم وحياة من ينقلونهم، إلا أن هذه الوسيلة تبقى محفوفة بالمخاطر، كما أثبتت حوادث سابقة، مثل حادثة السير بجماعة دمنات التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء.
في المقابل، تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق الدولة التي لم تنجح بعد في توفير الطرق والبنية التحتية الضرورية، ما يجعل من الحديث عن “احتكار النقل” بعيداً عن واقع هذه المناطق المهمشة.
دعوة لإيجاد حل توافقي
من هذا المنطلق، توجه الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان نداءً قوياً للسلطات الأمنية والمحلية من أجل تبني مقاربة واقعية وإنسانية في التعامل مع هذه الإشكالية. فالحل لا يكمن في الزجر فقط، بل في إيجاد صيغة توافقية تحفظ كرامة المواطن الجبلي، وتحترم القانون في الآن ذاته، من خلال:
تخصيص خطوط نقل مرخصة نحو القرى المعزولة.
السماح باستعمال وسائل نقل غير مرخصة بشكل استثنائي في المناطق التي لا تصلها الطرق المعبدة.
تشجيع المبادرات الإنسانية والتنموية لفك العزلة عن العالم القروي
خلاصة:
النقل السري ليس اختياراً… بل ضرورة فرضها غياب الدولة.
وإذا كان في قلوبكم خير… فليكن في أفعالكم أيضاً خير لأبناء الجبل.
> “إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً.” – صدق الله العظيم.