خد العبرة واترك الباقي
admin
مارس 3, 2024
كتاب الراي
284 زيارة
*خذ العبرة واترك الباقي*
جريدة صوت الاطلس / الدكتور رزوقي محمد
يحكى أنه كان في غابر الأزمان شقيقان يعيشان على الفلاحة… وكانا بين الفينة و الأخرى يختلفان على بعض الأمور البسيطة ككل الناس.
وفي يوم من الأيام استيقظ الأخ الأصغر ولم يجد معوله في المكان المعهود وضعه فيه.
خامره شك غريب أن السارق لن يكون سوى أخاه الأكبر.. أعمى الشك عينيه، فصار يراقب تصرفات أخيه ويتتبعه حيثما حل وارتحل؛ لأنه لا دليل إثبات لديه!!
شرع الأخ الأصغر في تتبع خطوات أخيه الأكبر وطريقة مشيته، تفحص تقاسيم وجهه الشاحت، ونظراته الحادة..
فلاحظ انها تشبه إلى حد كبير ملامح اللصوص المحترفين، والمجرمين البارعين.
ازداد شركه واقترب من حد اليقين؛ لأن كل القرائن
والشبهات تشير إلى أن السارق هو الأخ الأكبر، ولا أحد سواه !!
لكن صدمة الأخ الأصغر كانت كبيرة عندما وجد معوله مغطا بالحشائش قرب جدع شجرة بينما هو يتجول في الحقل .
فعاد ليتفحص ملامح وجه أخيه ويراقب تصرفاته من جديد، لكنها هذه المرة ظهرت له فيها البراءة الطفولية، والسذاجة العفوية، ولم تتقاطع في شيء مع تصرفات اللصوص والماكرين..!!
هكذا حال بني جلدتنا ممن تتحكم فيهم الشكوك والأوهام، حتى تصير عندهم حقائق ويقينيات لا ترقى إليها الشكوك، فتحجب عن ابصارهم رؤية الحقائق، وبالتالي لا تستقيم أحكامهم، ولا تسدد ٱراؤهم، ويسيؤون لمن حولهم من الرجال من حيث لا يدرون.