العالم الأزرق وتغير العادات الغدائية للمغاربة
admin
يناير 22, 2023
كتاب الراي
250 زيارة
العالم الأزرق وتغير العادات الغذائية للمغاربة
لجريدة صوت الاطلس/ يكتبها الدكتور رزوقي محمد

ساهم الإقبال المكثف للمغاربة على العالم الأزرق في تغير عاداتهم الغذائية. حيث تعرفوا من خلاله على وجبات جديدة، فأقبلت عليها أسر كثيرة نظرا لأنها تستجيب لمتطلباتهم أولا وتناسب أثمنتها قدراتهم المادية ثانيا، بالإضافة إلى سرعة تحضيرها.
وقد أدى هذا الإقبال المتزايد إلى تغير العادات الغذائية للمغاربة، فتحولت عادة الأكل داخل البيوت، بعد أن كانت طقسا مقدسا، إلى الأكل في الخارج في المطاعم والمقاهي. فصار نتيجة لذلك عاديا أن ترى أسرا بكاملها تتناول وجباتها خارج البيوت. وقد صاحب هذا التحول وضع قدرات المرأة المغربية على الطبخ وتدبير أمور البيت محل التقييم والنقد. وقد تعزز هذا التحول المجتمعي بفضل اعتماد التوقيت المستمر في الإدارات العمومية واشتغال المرأة خارج البيت. فوجدت بذلك الوجبات السريعة الطريق معبدا إلى البيوت. وضربت عرض الحائط المقولات الشعبية القائلة: “مكلة الزنقة ما فيها بركة”، “ماكلة الزنقة ما تشبع” بعدما كان السائد عند العامة أن “ماكلة الدار فيها البركة”. وهذا ما أدى إلى الاغتراب المطبخي في الموائد المغربية. بعدما كان النساء يتسترن إذا اضطررن إلى الأكل في الخارج. فلا زالت ذكريات مرافقة جدتي رحمة الله عليها إلى السوق عالقة بذهني، إذ كان خالي رحمه الله يحضر لها بعضا من الرغيف المقلي في الزيت “السفنج” إلى قرب شجرة من الصنوبر كنا نربط فيها راحلتنا، فتمتنع عن الأكل بدريعة أن من يأكل في السوق كأنه يأكل أطراف الموتى، وكم كان عزيزا علي أن أنفرد بكامل “السفنج” ومشروب judor.