تراجع الاورو أمام الدولار الأسباب الحقيقية، هل هي بداية تفكك الاتحاد الأوروبي؟
جريدة صوت الاطلس/ الدكتور رزوقي محمد
عرف الاورو في الأيام الأخيرة تراجعا كبيرا أمام الدولار لم يسبق له منذ عشرين عاما. فقد تراجع الاورو ليتساوى مع الدولار. ويرجع سبب هذا الانخفاض إلى الخوف من ركود الاقتصادي الاوربي. وإلى الخوف من الانكماش الاقتصادي بسبب ارتفاع أسعار المحروقات من نفط وغاز طبيعي. وفي هذا الإطار حذر تقرير بريطاني السلطة من تعرض القارة الأوربية لأكبر شح لموارد الطاقة في تاريخها، وهذا ما يهدد الانتاج ومستوى المخزون من طاقة التدفئة في المنازل بسبب ضعف مستوى خزانات الطاقة فيها. وقد أوضح تحليل لوكالة بلومبيرك Bloomberg أن من أبرز عوامل الضعف الحالية كون أوربا الأكثر تضررا من الحرب الروسية الاوكرانية، التي أشعلت فتيل أزمة الطاقة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ركود الاقتصاد الأوربي عميق وطويل. وهذا ما يضع البنك المركزي الأوروبي في موقف صعب. إذ عليه أن يحاول الحد من التضخم، والتخفيف من التباطئ الاقتصادي، وعليه أن يهدف إلى زيادة تكاليف الاقتراض لأول مرة منذ 2011. في الوقت الذي يقوم فيه البنك الفدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بشكل أسرع، وهذا ما يجعل عائدات سندات الخزينة في أمريكا أكبر من عائدات الاورو في أوروبا. وهذا ما يجعل المستثمرين يقبلون على الدولار ويبتعدون عن الاورو. إضافة إلى ذلك يستفيد الدولار من وضعه كملاذ آمن، وهذا يعني أنه في ظل استمرار الحرب وتفاقم الوضع سيستمر الاورو في الانزلاق بينما الدولار سيستمر في الارتفاع. ولا يبقى من حل أمام الاورو سوى تضييق الفارق بين أسعار الفائدة مع اسعار السندات العالمية الأخرى. ففي الوقت الذي زاد فيه البنك الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة ب150 نقطة أساس في ثلاثة أشهر فقط لم يكن البنك المركزي الأوروبي قد تحرك بعد. فحفاظه على سعر الفائدة الرئيسي قارا عامل سلبي ساهم في تفاقم أزمته. وقد قال الخبير الاقتصادي المصري رشاد عبدو رئيس المنتدى المصري للدراسات الإقتصادية لجريدة الدستور: أن الدول الأوروبية تعيش أزمات اقتصادية متعددة بسبب الحرب الروسية الأكرانية من بينها ارتفاع تكاليف الانتاج نظرا للأزمة التي تعيشها أوربا وذلك بعد الإعلان الروسي عن وقف خط تدفق الغاز إلى أوروبا بحجة صيانته عشرة أيام. وهو ما رفع مخاوف المستثمرين من التعامل بالاورو. بسبب عدم وجود ضمانات كافية بالتزام روسيا بعودة الغاز مرة أخرى. وهو ما يهدد بأزمة طاقة. وفي تعليقه على وضع الاورو أشار نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسي ديمتري ديميديف إلى أن التوقعات بشأن وجود أزمة بمنطقة الاورو بدأت تتحقق، مضيفا أن أفضل نهج حمائي لضعف الاورو سيمر بالانتقال إلى تبني طرق جديدة للدفع في التجارة باستخدام عملات وطنية كالروبل واليوان والروبية. وفي حديث مع الدكتور محسن ياسين، خبير الاقتصاد الإسلامي من المغرب، قال ان سبب هذا التراجع يعود إلى الحرب الروسية الأكرانية التي ساهمت في تدني منسوب الثقة في الاورو، وبالتالي إقبال المستثمرين على الدولار، كما أن تأمين الولايات المتحدة الأمريكية لحاجياتها من النفط بسبب نهج سياسة الحفاظ على الثروات الطبيعية الوطنية من قبل الحكومات المتعاقبة على البيت الأبيض أدى إلى حفاظ الدولار على مكانته في السوق المالية الدولية. أمام هذا الوضع يحق لنا ان نتسائل هل يملك البنك المركزي الأوروبي القدرة على تدارك أزمة الاورو؟ وهل بدأ الاتحاد الأوروبي يدفع ثمن العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي؟
الرئيسية / اخبار وطنية / تراجع الاورو أمام الدولار الأسباب الحقيقية، هل هي بداية تفكك الاتحاد الأوروبي؟
شاهد أيضاً
بيان حقيقة لولاية أمن الدار البيضاء
Spread the loveبيان حقيقة ولاية أمن الدار البيضاء مراسل متعاون مع جريدة صوت الاطلس تنفي …